كتبت - أسماء مدحت
في شهر أبريل من كل عام تستعد مدينة القدس لاستقبال رحلات "الحج المسيحي" أو ما يعرف بـ "التقديس"، وهي الرحلات السياحية لزيارة الأراضي المقدسة المسيحية بفلسطين والأردن تزامنًا مع أسبوع الآلام ومعجزة سبت النور وعيد القيامة، في القدس المحتلة، للتبرك من المواضع التي تنقل فيها السيد المسيح على الأرض.
ومنذ عهد البابا كيرلس السادس أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، رفضها للاحتلال الإسرائيلي، ورفض جميع البابوات زيارة القدس، وكان آخرهم البابا تواضروس، بإعلان تمسكه بنفس قول البابا شنودة «لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين ».
ولكن في السنوات الأخيرة أعلن البابا تواضروس السماح لزيارة القدس لمن فوق الـ 41 سنة، مما ترتب عليه إعداد شركات السياحة المصرية لبرامج رحلات من كل عام في فترة الصوم الكبير، لكن بشروط معينة حيث لابد من موافقة الأمن على تصاريح السفر، وقد بلغ عدد المسيحيين المصريين الذين حجوا إلى القدس في أبريل الماضي من ٣ إلى ٤ آلاف مواطن وفقا لغرفة شركات السياحة.
وفي ظل الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، توقفت شركات السياحة المصرية المنظمة للحج المسيحي عن طرح برامج جديدة للتسويق لموسم الحج المقبل للقدس بسبب تداعيات الحرب، وهو ما طرح تساؤل بشأن إلغاء الحج المسيحي إلى القدس في أبريل 2024 في ظل الحرب في غزة والأوضاع الأمنية السيئة، مثلما ألغي لعامين متتاليين؛ بسبب جائحة كورونا التي ضربت العالم عام 2019 ؟.
وفي محاولة منها للإجابة على هذا السؤال، تواصلت «المصير» مع مسئولي الكنيسة الأرثوذكسية، فامتنع القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن الرد قائلًا: "لا داعي لإثارة البلبلة وطرح أسئلة سابقة لأوانها، ومن شأنها أن تخلق حساسيات بين الناس، فإجابتي بالإيجاب أو السلب لن تؤدي إلى شيء"، متسائلًا ما وراء السؤال؟!.
أما الأنبا مكاري سكرتير البابا تواضروس، قال إنه محظور عنه التحدث في مثل هذا الموضوع وامتنع عن الرد، مضيفًا: "أبونا موسى وأبونا كيرلس والأنبا بيشوي، هم المسؤولين الإعلاميين ولديهم حق الرد".
وفي هذا الصدد، قالت مارجريت عازر، عضو مجلس النواب الأسبق إنه من المتوقع أن تؤثر الحرب على غزة على السماح بالحج المسيحي إلى القدس هذا العام.
وأضافت في تصريح خاص لـ«المصير» أنه توجد ضرورة مُلحّة لإلغاء زيارات الحج هذا العام؛ وذلك بسبب الحرب فى قطاع غزة، واستشهاد الآلاف من الشعب الفلسطينى على يد قوات الإحتلال من بينهم المسيحيين وكنائسهم ومستشفى المعمدانى وعدد ٩ من نادى الواى المسيحى.
وتابعت أن رؤساء الكنائس في الأراضي المُقدسة أعلنوا عن أن الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد سوف تقتصر على الشعائر الدينية والإلتزام بالجوانب الروحية من العيد، ولن يتم تزيين شجرة عيد الميلاد المجيد في بيت لحم والقدس والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى بالإضاءات، وذلك بسبب الظروف الأليمة والحزينة التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني.